راء و ميم

راء و ميم في سين و جيم عن النصارى و المسلمين

Saturday, January 01, 2005

عن أصل الحكاية

عزيزي راء
أعتذر في البدء عن تاخري في الاجابة على سؤالك " الصعب و ليس البسيط على فكرة"...

سألتني عن نظرة المسلمين المصريين الى دخول العرب الى مصر في القرن الأول الهجري و هل يعدون أنفسهم حاميين أم ساميين....

جيم


الآن و في هذه اللحظة فان معظم المسلمين اذا سألوا عن ذلك الدخول سيعدونه فتحا مباركا أدخل الاسلام الى مصر .....

أما اذا كانوا يعدون أنفسهم عربا ساميين أم مصرببن حاميين فهو سؤال صعب حقيقة...

حاولت أن أسأل الناس فكانت اجاباتهم مضطربة

-" هل تعد نفسك مصريا أم عربيا؟"
- " انا مصري عربي أو عربي مصري ، و هل هناك مصري غير عربي؟"
-" اذن هل ترى أجدادك هم العرب من الجزيرة العربية أم فلاحي وادي النيل القدماء..؟"
-" حسنا ، بالتاكيد هناك "عرق" في كل منا من الفلاحين طبعا..."
-" كيف تنظر لنفسك اذن ، كيف تعرف نفسك؟"
-" و لم يجب أن يكون هناك تناقض... اممممم.... لا أعرف ... مصري و عربي... أعتقد أن مصري تأتي في المقام الأول ؟"
-" هل أجدادك أقباط اذن ؟"
-"لا ،أجدادي مسلمون..."
-" طيب لو قبطي بمعنى مصري قديم ؟"
-" قبطي يعني مسيحي و انا مصري مسلم عربي... حسنا ... أعتقد انك تقصد أن المصريين القدماء هم أقباط ؟ لا أعرف حقيقة.... "

سأتجاهل هذا الالتباس و أذهب الى آراء المثقفين...
في بداية القرن العشرين عندما كانت الدولة المصرية الحديثة و الوطنية المصرية في طور التعريف ، توزعت الآراء كثيرا .....
لم تكن القومية العربية ولدت بعد....
اتذكر مثلا كتابا لتوفيق الحكيم عبر فيه عن اعجابه بأخلاق الفلاح المصري المستقر و احتقاره لأخلاق البدو الهمجية.... هذا في الطبعات الحديثة... أما الطبعات القديمة فكانت كلمة العرب هي الأصل الذي تم استبداله بالبدو...... في كتابات لاحقة بعد ثورة يوليو كتب الحكيم أنه ينظر لنفسه كمصري ثم كعربي كما هو توفيق ثم حكيم ، كشخص و عائلة....

و كان هناك من رأى أن مصر ترتبط بوحدة طبيعية مع حوض البحر المتوسط مزدريا هجمات البدو و ابناء الصحارى على المراكز الحضارية المستقرة....

و كان هناك من رأى مصر فرعونية في الأساس

الا أنه بعد قيام ثورة يوليو أصبحت القومية العربية و الوطنية المصرية مرتبطتين ارتباطا قويا باعتبارهما الشيء الصحيح الذي يخرقه الشعوبيون .....

ثم جاء السادات بخطاب شوفيني لا أستطيع هضمه عندما بدا الخطاب المعادي للعرب .... ليس كثقافة أو تاريخ بل كانفصال سياسي رسخ البذاءة و العنصرية.... ( رأي شخصي )

ثم جاءت أيام ( مصريتنا وطنيتنا حماها الله ، الله ، الله ) و هي سياسة التجميد و الحلول الباردة و المسكنات الموضعية و يبقى الحال على ما هو عليه ...

دعني أقفز لعدة آراء للمثقفين الحاليين....

صنع الله ابراهيم في رواية امريكانيللي يمكن تلخيص رأيه بأنه يرى أن دخول العرب لمصر سبب انقطاعا مع استمرارية ناريخها مما أدى لتأخرها ، الا أن السبيل الوحيد الآن لنهضة هذه المنطقة هي النكامل العربي...

سلوى بكر في رواية البشموري ترى أن الحكام العرب فرضوا سياسات سيئة على المصريين المحكومين الذين عانوا سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين و أن التحول التدريجي من المسيحية للاسلام لم يكن تغييرا اضطراريا و لم يسبب انقطاعا بين المصريين و تاريخهم الطويل

حفيد أحمد لطفي السيد ينادي بحزب فرعوني فيقابل بسخرية و لا يأخذه أحد على سبيل الجدية و من أخذه على سبيل الجدية استاء من رسالة الحزب الشعوبية....

الاسلاميون و القوميون العرب ينهمكون في معارك مضنية عرب أم مسلمون .... ثم فجأة تصمت المدافع و يتفقون على أننا عرب و مسلمون....

المسلمون العلمانيون يهاجمون الصورة الوردية المثالية للتاريخ الاسلامي التي يبشر بها الاسلاميون و يقدمون صورة قبيحة له في مصر.... يرد الآخرون بعصبية من تتعرض أسس خطابه للخطر....

الليبراليون يرفضون القومية العربية و الاسلامية و ينادون بالتخلص من تلك السياسات الراديكالية مبشرين بمصلحة مصر أولا ..... فيتقارب الاسلاميون و القوميون و تتشابك كلماتهم عن العراق و فلسطين.... بسمون انفسهم " يمين و طني و يسار وطني"

و أعود لأذكر بانه بالنسبة لرجل الشارع فان المسألة محسومة بالنسبة للقضية الاولى الدينية ( عن دخول الفتح العربي) أما الموقف من العرب فهو مثل المد و الجزر.... يتصاعد مع احداث كغزو العراق و يهبط بعد مباراة كرة قدم تخسر فيها مصر أمام تونس....

أعتذر حقيقة اذا لم تصل لرأس أو ذيل مما سبق يا راء و لذا سانتقل الآن الى رايي أنا

الدخول المصري الى مصر في القرن الأول الهجري أعده.... هممممم.... فتحا ..... و اهز رأسي و أقول أنها سنة التاريخ في عصر الامبراطوريات التوسعية... الصحاري تهاجم الحواضر...

أما النقطة التي جعلتني أقف أمام المرآة كثيرا و أتأمل ملامح وجهي مفتشا عن أجدادي فهي سؤالك الثاني.... ثم تخلصت من الصداع بقولي أنني أكره دعاوي النقاء العرقي التي تصيبني بحساسية حقيقية... ثم أعود لأنظر مجددا في المرآة... كلا لست داكن اللون بما فيه الكفاية لأكون حاميا.... سامي اذن ؟ ثم اتذكر جدي لوالدتي الذي كان داكن اللون... فأصل لاجابة بأنني مصري و كفى... أجدادي أقباط دون شك.... عربي اللسان... مسلم الاعتقاد... الشعر الداكن و اللون الفاتح يقولان أنني سامي و لكنني لا أملك وسيلة للتأكد !

ثم أفتح كتاب شخصية مصر لجمال حمدان ( الجزء الرابع - الباب الحادي عشر) و أقرأ.... فيلفت نظري الى ان عرب الجزيرة و المصريين من أصل واحد في عصر السافانا قبل أن يفصل بينهم عصر الجفاف... و الى أنه حسب الرواية الدينية فان ابراهيم تزوج من مصرية هي هاجر لينجب أبا العرب اسماعيل.... و ان اسماعيل تزوج هو ايضا من مصرية... و الى أن موجات الهجرة و ما تلاها من اختلاط من بادية الجزيرة العربية الى مصر عبر سيناء لم تنقطع قبل الفتح الاسلامي أو بعده .. ثم يخلص الى قوله أن مصر فرعونية الجد عربية الأب .... أو أن الفرعونية هي الأب البيولوجي أما العروبة فهي الأب الاجتماعي و الثقافي لأن العرب كانوا أقلية وسط المصريين.... و يصف الالتقاء المصري العربي بالتقاء أحفاد من جد واحد.....

أتمنى ان اكون قد اجبت على سؤالك... و الآن الى....

سين

أسمع كثيرا شكوى من أقباط المهجر عن عدم تولي الأقباط لمناصب حكومية .... هل هناك بالفعل مناصب و ادارات لا يسمح فيها للأقباط بالعمل ؟ و ما نسبة الأقباط في تلك المناصب الحكومية الى نسبتهم في الوطن ؟ و هل توافق على مثل هذه النظرة التي تطالب بالمحاصصة الطائفية أم أن هناك بالفعل طائفية موجودة اصلا تنفي الأقباط من اجهزة الدولة ؟

و كل عام و أنت بخير....

8 Comments:

Blogger R said...

تعقيب١:
عزيزي ميم، حمد الله عالسلامة ومرحباً بك بعد أجازتك.
حسب اتّفاقنا سأعقّب-في التعليقات-على إجابتك، ثم أكتب بعد ذلك إجابتي عن سؤالك في مكتوبٍ جديد (حين أصل إلى إجابة).
أظنّ إجابتك عن المصريّة والعروبة، وإجابة غيرك هي إجابة متوقّعة. في الحقيقة معظم المصريين يتمسكّون بمصريّتهم أوّلاً، ثم ينتمون للعروبة أيضاً، ليس بسبب الخطاب القومي الناصري-الذي لا يزال مسموعاً في جيلنا-فحسب، بل للغة والثقافة والقضيّة الفلسطينيّة المزمنة. فأنا-ولستُ ناصريّاً ولا قَوْميّاً-أعتبر نفسي إنسان أوّلاً، مصريّ ثانياً، ثم عربيّ. أنا في أمريكا عربيّ ثم مصريّ (شئتُ ذلك أو لم أشأ). أعشق اللغة العربيّة وأحبّ ثقافتها الغنيّة.
كلّ هذا عن هويّتي التي أختارها بنفسي يوميّاً. وهناك الكثير من المسيحيّين الذين ينتمون للعروبة إيماناً منهم بالفكر الناصريّ، وهناك آخرون يعتبرون هويّتهم الأولى قبطيّة ويفصلون فصلاً قويّاً بين القُبط والعرب؛ وأخيراً هناك من يتداولون خطاباً أعُدُّه واهماً يسر عكس التاريخ، باعتبار مصر فرعونيّةً قبطيّة، متجاهلين تراكُمات التُراث الإغريقيّ، العربيّ، الفاطميّ، المملوكيّ، العثمانيّ في كلّ مشهد من مشاهد حياتنا اليوميّة.
خلاصة الكلام، أنّ الهويّة شائكة متشابكة وأنّها اختيار لكلّ إنسان، وأنّها تخضع لظروف خارجيّة أيضاً كوجود عدوّ مشترك مثلاً. الخطير في يومنا هذا هو أنّ الطائفيّة صارت أهمّ من الوطنيّة في مصر، لغياب القضيّة الوطنيّة (بعد خفوت حواديت توشكى وانتهاء الحروب وهكذا)، فماذا يبقى ليجمع أبناء الوطن الواحد؟
هذا سؤال ينذر بخطر قادم.

بالطبع ناقشتُ وناقش
صاحب الأشجار
من قبل أنّ المسألة ليست إثنيّة، فبالرغم من تجانس المجتمع المصريّ (الفلاح) وانقسامه إلى فلاحي بحري وقبلي إلى جانب البدو والنوبيين، إلاّ أنّ الإثنيّة ليست قضيّةً في مصر (ربّما إلاّ بالنسبة للنوبيين). فالطبقيّة والطائفيّة لا شكّ يغلبان الإثنيّة.
لكنّ خطورةً أخرى ستأتي من قضيّة العروبة/المصريّة، سأناقشها في تعقيبي التالي.
ـ

1/04/2005 12:34 AM  

Blogger R said...

تعقيب٢:
عقّبتُ على جزئيّة العرب والقبط في مقالك والآن أخطو للجزء الغريب، رغم أنّه ليس بمستغرب.
دخول العرب إلى مصر؟ فتح مُبارك؟ هذا ما تعلّمته أنا في المدرسة أيضاً، وكنتُ شبه مقتنع به، رغم استماعي المستمرّ لمن يسمّيه بالغزو أو الاحتلال. وحيث إنّني دائماً ما أشكّك في ما أسمع، وأفضّل تصديق المصادر المحايدة، فقد تبنّيتُ رأي الكُتُب المدرسيّة. لكنّ المرحلة الثانويّة، الموازية للمراهقة وسورة ثورتها، جعلتني أكتشف الخطأ تلو الخطأ والأسطورة تلو الأسطورة في ما تعلّمناه في المدارس.
هل رحّب المصريّون (الأقباط) بالفتح العربيّ؟ لا شكّ أنّ اتفاقيّةً أبرمت بين رؤساء الأقباط الأرثوذكس وبين الجيوش القادمة، للتخلّص من سطوة الروم الذين عيّنوا بطريركاً روميّاً للأسكندريّة، معتبرين بطريرك الأقباط منشقّاً مهرطقاً. لعبة سياسيّة قديمة (تُمارس اليوم في العراق مع الأكراد مثلاً) لكنّها لُعبة على مستوى الكبار، لا على مستوى الشعب الغلبان. فبالنسبة للشعب الغلبان، كان العرب حُكّاماً جُدُداً بعد الروم، الذين جاءوا بعد الإغريق، الذين جاءوا بعد الفُرس والليبيّين إلخ...
السؤال الموضوعيّ الأوّل هُنا-بلا أيّة حساسيّات دينيّة-هو: ما الذي جعل الاحتلال العربيّ فتحاً مباركاً، وما عداه عدواناً غاشماً؟ لم يكُن العرب يدينون بدين المصريّين، ولا كانوا أقرب إليهم عرقيّاً من الروم أو الفرس. لم يفكّر المصريّون بهذه الطريقة (ما عدا في المسلسلات الدينيّة التي تظهر العرب ملائكةً وأباطرة الروم أشراراً أغبياء سُكارى).
السؤال الثاني هو: لماذا يعتبر الجميع-خطأً-أنّ الفتح العربيّ أسس دولةً متجانسةً عاشت طويلاً؟ الحقّ أنّ الفتح العُمَريّ، تلاه "فتحٌ" عبّاسيّ، ثم فاطميّ، ثم مملوكيّ، ثم عُثمانيّ، حتّى استنجد المصريّون بالحاكم الألبانيّ محمد علي لينالوا "استقلالهم". ما أكثر الجنسيّات التي حكمتنا!!
السؤال الثالث هو عن حقيقة ترحيب الفلاّحين المصريين بالحكّام الجُدُد، وعن مدّة هذا الترحيب. بحث جووجل عن ثورات القبط أو الأقباطقد يُعطي أمثلةً لتطوّر مواقف أصحاب الأرض من الحاكم الجديد. بل أنّ البشموريّين (أو البشامرة) حين ثاروا (كما في الرواية التي أشرت إليها) ثاروا عَرَباً وقُبطاً.
أخيراً، يرد السؤال بشأن ترحيب المصريّين بالفاتح وبدين الفاتحين، وهذه أيضاً مدعاة بحث وتمحيص، ينفيها مثلاً نبيل شرف الدين في هذا المقال كما ينفيها غيره؛ فقد بقي أغلبيّة المصريّين على دينهم على الأقلّ ثلاثة قرون بعد عمرو بن العاص.
طبعاً ليس الهدف من الروابط السابقة إثارة القلاقل، وتبنّي الخطاب الطائفيّ، وإزكاء نيران الفتنة، بل هو-كما وعدتك-من باب التزامي بتلافي الخطاب المزدوج، والمجاملات الخائبة والابتسامات المصطنعة. أنا شخصيّاً لا أسمّي دخول العرب غزواً، ولكنّني لن أسمّيه فتحاً. كما قُلتَ أنتَ، هي سُنّة التاريخ، والماضي قد مضى؛ فمن يقلّب في الماضي، و"جراحه" (بحسب المطربين) لن يجني سوى الأوهام. الحاضر الأهمّ يقول لنا إنّ عصر الفتوحات والإمبراطوريّات كاد أن ينتهي (لولا المفاهيم الأمريكيّة الجديدة لنشر الإمبراطوريّة الديمقراطيّة).
فلا أستطيع مثلاً أن ألوم الملك نارمر (أو غيره) ممن وحّدوا القطرين، لأنّه غزا نصف مصر. ولكن.. نحنُ بالفعل نلوم أمريكا على غزو العراق، وإسرائيل على احتلال فلسطين.
يتخوّف بعض المتديّنين وغير المتديّنين في مصر من احتمال وقوف الأقباط بجانب أمريكا لو غزت مصر (كلّنا قرأنا وسمعنا مثل هذه الاتّهامات)، فماذا لو طبّقنا النظريّة نفسها؟
ماذا لو جاءت اليوم دولة كالسعوديّة أو إيران أو حتّى السودان مُعلنةً أنّ مصر لا تتمسّك بالإسلام وشريعته بما فيه الكفاية، وقرّرت فتحها فتحاً مباركاً؟ مع من سيقِف المسلمون المصريّون المتديّنون؟ وماذا سيسمّون احتلالاًً كهذا في عصر انتهاء الإمبراطوريّات؟
هذا ليس سين جديد، ولكنّه دعوة للتفكير!
ملحوظة أخيرة: لم تكُن الثورات والمظاهرات في أغلب العصور-بالمناسبة-انقلابات سياسيّة، بل كانت غالباً شكاوى ضد مظالم معيّنة ورفع للضرائب مثلاً.
ـ

1/04/2005 1:20 AM  

Blogger m s said...

ر و-م ازيكو عاملين ايه
أنا عاجبني جدًا البلوج بتاعكو ده وعايز أعلق على البوست دي.

أنا، زي ما هو باين من اسمي، مقتنع 100% بالقومية المصرية، وأعادي تمامًا فكرة أن المصريين عرب.

أولا، عرقيا المصريين حاميين مش ساميين، لو انت دخلت على أي إنسيكلوبيديا عن الخلفيات العرقية للمصريين، هاتلاقي مكتوب:

EGYPT: BACKGROUNDS:
99% Eastern HAMITIC Stock

ودة تقريبًا الستاتستكس بتاعت 2003 أو حاجة كدة، يعني مش من 2000 سنة قبل الميلاد.

دة من الناحية العرقية، ولو ان الواحد ماينفعش يتأكد مية في المية من عرقه، ولكن المنطق ليه دور في المناقشة دي بردو. فهل يعقل أن العرب لما دخلو مصر انشاللـه 60-100 ألف عسكري عربي واحتلو مصر ونفترض حتى أنهم اتجوزو مصريات أنهم يمحوا عرق ملايين من المصريين (= الأقباط، سواء كانو مسلمين او مسيحيين او غيره).

يعني لو أمريكا فضلت محتلة العراق 600 سنة مش هايبقى فيه عراقيين؟ 150 ألف جندي اجليزي هيتجوزوا كل العراقيات ويخلصو ع العرق دة خالص؟؟ مستحيل. يمكن هاتلاقي ساعتها العراقيين لغتهم الأولى بقت انجليزي لكن مستحيل أنهم هيبقوا أمريكان.

أنا بردو من أكثر المعترضين على استخدام كلمة قبطي بمعنى "مسيحي"، لأن أنا سواء كنت مسلم أو مسيحي أو حتى ملحد فأنا قبطي مصري أفخر بتاريخي القبطي وبلغتي القبطية العريقة. وأشعر بالإهانة الشديدة عنما يعتقد المسيحيين أن دي كلمة ماتخصش حد غيرهم.

في الهند بيتكلمو انجليزي، وفي باكستان كمان، لكن يستحيل يقولو على نفسهم انجليز. وفي بلاد كتيرة في أفريقيا بيتكلمو فرنساوي لكن بردو يستحيل يقولو احنا فرنساويين!

شكرن يا جماعة ع البلوج الرائع دة!
ممدوح شوقي (EGYPTIANIST)
http://theegyptblog.blogspot.com

1/05/2005 2:07 PM  

Blogger m s said...

ر و-م ازيكو عاملين ايه
أنا عاجبني جدًا البلوج بتاعكو ده وعايز أعلق على البوست دي.

أنا، زي ما هو باين من اسمي، مقتنع 100% بالقومية المصرية، وأعادي تمامًا فكرة أن المصريين عرب.

أولا، عرقيا المصريين حاميين مش ساميين، لو انت دخلت على أي إنسيكلوبيديا عن الخلفيات العرقية للمصريين، هاتلاقي مكتوب:

EGYPT: BACKGROUNDS:
99% Eastern HAMITIC Stock

ودة تقريبًا الستاتستكس بتاعت 2003 أو حاجة كدة، يعني مش من 2000 سنة قبل الميلاد.

دة من الناحية العرقية، ولو ان الواحد ماينفعش يتأكد مية في المية من عرقه، ولكن المنطق ليه دور في المناقشة دي بردو. فهل يعقل أن العرب لما دخلو مصر انشاللـه 60-100 ألف عسكري عربي واحتلو مصر ونفترض حتى أنهم اتجوزو مصريات أنهم يمحوا عرق ملايين من المصريين (= الأقباط، سواء كانو مسلمين او مسيحيين او غيره).

يعني لو أمريكا فضلت محتلة العراق 600 سنة مش هايبقى فيه عراقيين؟ 150 ألف جندي اجليزي هيتجوزوا كل العراقيات ويخلصو ع العرق دة خالص؟؟ مستحيل. يمكن هاتلاقي ساعتها العراقيين لغتهم الأولى بقت انجليزي لكن مستحيل أنهم هيبقوا أمريكان.

أنا بردو من أكثر المعترضين على استخدام كلمة قبطي بمعنى "مسيحي"، لأن أنا سواء كنت مسلم أو مسيحي أو حتى ملحد فأنا قبطي مصري أفخر بتاريخي القبطي وبلغتي القبطية العريقة. وأشعر بالإهانة الشديدة عنما يعتقد المسيحيين أن دي كلمة ماتخصش حد غيرهم.

في الهند بيتكلمو انجليزي، وفي باكستان كمان، لكن يستحيل يقولو على نفسهم انجليز. وفي بلاد كتيرة في أفريقيا بيتكلمو فرنساوي لكن بردو يستحيل يقولو احنا فرنساويين!

شكرن يا جماعة ع البلوج الرائع دة!
ممدوح شوقي (EGYPTIANIST)
http://theegyptblog.blogspot.com

1/05/2005 2:08 PM  

Blogger Mohammed said...

ازيك يا ممدوح عامل ايه
شكرا على رأيك في البلوج
كلامك انا متفق معاك فيه و مختلف في نفس الوقت ... القبط هما الستوك اللي كلنا بننتمي ليه ( ما عدا أقلية) و دي هويتنا المصرية ، و الحل التوفيقي هوا ان العروبة ثقافة تداخلت معانا و اتداخلنا معاها..... و مش عايز أبالغ و أقول عن الأصل العرقي المشترك على جانبي البحر الاحمر...

مثالك عن الهند جميل بس مش دقيق بصورة مية في المية

الأسر المغولية حكمت الهند في العصور الوسطى ، هل ممكن نقول ان العنصر المغولي المسلم مش من مكونات الهند باعتباره محتل و حكم لفترة قصيرة... زيه زي انجلترا ؟

السؤال هوا امتى اتكونت المواطنة و الدولة القومية ، امتى اتكون وعي بالانتماء لجماعة بشرية على أساس المواطنة ... ؟

و شكرا على اهتمامك يا ممدوح

1/05/2005 11:08 PM  

Blogger Arabi said...

كتبتم بتفصيل و الحق أنه ليس هناك ما أكمِلُ به لأنكم تعمقتم في تاريخ مصر و هذا ما لا أعرف عنه إلا القليل.
و أيضا لا أعتقد أن من حقي الدخول في موضوع قد يعتبره معظم قرّائكم(مصريون) حساساً لولا إيقاني برغبة رامي الإستماع إلى رأي آخر.
أردت ان أنطلق من مثال الهنود الذين لا يتنازلون عن هنديتهم لمجرد أنهم يتحدون الإنجليزية.
أولا ما أعرفه عن الهند هو أنها ما زالت تحتوي على 200 لغة على الأقل و أصبحت الإنجليزية من اللغات الرسمية للتوحيد فقط. و إذن لا يمكن أصلا أن يدعوا بأنهم إنجليز.
الذي حدث في مصر يختلف كثيرا.
رغم أن هناك شعبا عريقا في مصر و الذي يسمى مُنتَموهُ بالأقباط إلا أن اللغة التي أعطت مصر طابعها الحالي هي العربية و طبعا للقبطية بالتأكيد دورها بحكم وجودها. و بالإضافة إلى الخواص الداخلية البحتة لمصر ,هناك المحيط بها. فالدول التي اختارت شعوبها الهوية العربية تعتبر مصر مركز ثقافتها و تجد مثلا معظم الكُتّاب(حفظة اللغة) منها و كذلك غالبية رموز الثقافة العربية من موسيقيين و مطربين و رواة و رجال دين. يعني مصر بلد تصدر العروية إلى الخارج أيضا.
هناك أسئلة تطرح نفسها:
هل يختار أهل بلد ما هويتهم مجرِّدين أنفسهم من ثقافتهم الحالية و من نظرة العالم إليهم؟.
هل يستطيع أحد المسلمين إثبات ما يقول بأنه عربي مئة في المئة؟
هل يستطيع أحد المسلمين ان يثبت بأنه مصري مئة في المئة؟

إذا كنتَ مصريا فقط مُجَرَّدا من الجغرافيا فمن حقِّ نفسك عليكَ أن تتكلم بالمصرية القديمة لتقنعها. و عليك أن تعيش كمصريي ما قبل الإسلام. أنت حرٌ باختيارك للجملة التي تعرّف بها نفسك و لكن مقدار قبول "نفسك" بتعريفك هو الذي يحدد هويتك.
و ايضا القول بأنك عربي فقط ينطوي على مغالطات (أكثر). فهل تتحدث انت العربية كما تحدثها عرب الجاهلية و المئة سنة الأولى بعد الهجرة؟ و هل أنت على يقين من أن أصلك العرقي ليس قبطيا تحول إلى مسلم؟ و هل أنت متأكد من أن جدتك الخمسين ليست قبطية؟
كان مقياس العروبة عند العرب اللغة. فمثلا كانت القبائل العربية المعروفة بتعصبها تقبل بالأجانب و تعطيهم إسمها إذا عرفوا العربية دون لحن و كان يسمونهم بالموالي و كان المولى بعد انضمامه إلى القبيلة يقاتل جنبا إلى جنب معهم و يسهم فيما بعد مع أحفاده و أحفاد أحفاده في ثقافة القبيلة.
و هناك حديث نبوي(تعلمون رأيي فيها) يقول ما معناه بأن العربي هو من تكلم بالعربية.
نحن المسلمون العرب لسنا عرب 100% و لا مصريين 100% و لا فلسطينيين 100%,الحقيقة أننا مصريون ثم عرب شئنا أم أبينا.
فإن قلت انك لست مصريا فهذا مستحيل. انت تعيش فيها متحد مع ارضها و هوائها.
و إن قلت أنك لست عربيا فعدم الرغبة بالعروبة لا يكفي لنفسك, عليك أن لا تعرف العربية منذ الصغر و ان تنساها و تستعيض بلغة أخرى.

يعني أرى ان الهوية مزيج بين الجغرافيا و العرق و اللغة و الثقافة. و تجاهل واحد منها لأسباب عاطفية هو انتقاص من النفس ينافي الطبيعة.

الغريب في الموضوع ان الهوية من أكثر المفاهيم مطاطية و مع ذلك تجدها السبب في أكثر المشاحنات شدة.

لدي ما أقول بالنسبة للغزو العربي لمصر.
في القرآن آية لا أذكر في أي سورة تكون تحتوي على هذه العبارة "لِتُنْذِرَ قوماً ما أُنْذِرَ آباؤهم" و الله يقصد هنا العرب لأنهم الوحيدون الذين لم يُرسَل إليهم في ذلك الوقت في المنطقة. و لكي يفهموه أنزله عربيا كما تعرفون الآية أيضا. و هناك آية أيضا تقول أن كفار مكة كانوا سيحتجوا و يعارضوا لو نزل القرآن بلغة أخرى. يعني عبارة أن الإسلام "دين عربي" ليست خاطئة تماماً و ليست صحيحة 100% أيضا

رسالة محمد جاءت إلى العرب و كانت صالحة لتكون أنسانية أيضا(من وجهة نظر القرآن). و عندما تعرض القرآن لأهل مكة أو لغير العرب من نصارى و يهود قال الله في أكثر من مكان ما معناه "و ما عليك إلا البلاغ" و لم يقل إغزوا هذا البلد و ذاك. و آيات القتال في القرآن تتعامل في غالبيتها العظمى مع الكفار العرب الذين آذوا الرسول و الذين "لم يُنذَر آباؤهم" و أشدها في سورة التوبة.

أحب تسمية كل شيئ باسمه. دخول العرب إلى مصر كان غزوا و استخدام قوة.
تخبل اليو لو كانت نية أمريكا حقا خالصة لتهدي الشعب العراقي إلى الديموقراطية, فهل كان العالم سيقبل بهذا؟ لا.

خلاصة ما أقول هو أن الهوية مزيج بين حياة الإنسان و لغته و ثقافته و و و و و لكي يتبنى جزئية اخرى تُضافُ إلى هويته, فعليه أن يعيش ما يقتضي ذلك. يعني إذا أردت اليوم أن تقول انك أمريكي فقولك لا يكفي. عليك أن تذهب إلى أمريكا و تتقدم بطلب الجنسية و تحصل عليها و عندها سترحبُ نفسكَ بكَ و تصبحَ أمريكيا كما تريد.

لغتي العربية كما قلت سابقا ليست في أحسن أحوالها و لذلك قد أخطئ في التعبير مع الأسف. فإن كان هناك ما قد يشير إليّ بسوء ,فرُدّوه إلى ركاكتي.
أحاول مراجعة ما كتبت و لكن زوجتي فوق رأسي تطلب مني شراء أغراض لأكل اليوم.
بس

1/08/2005 12:05 PM  

Blogger AG said...

الموضوع يستأهل تفصيلا أكثر من وجيز. إليكم ما أراه.

1/09/2005 1:43 AM  

Blogger ألِف said...

ما رأيكم في مقالة قبط (و أقباط) على ويكيبيديا العربية؟

1/21/2005 12:33 AM  

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker