راء و ميم

راء و ميم في سين و جيم عن النصارى و المسلمين

Monday, January 10, 2005

نقابة المسيحيين! ـ

عزيزي ميم،
بالراحة شويّة.. أنت مستعجل بشدّة :)ـ

أنا بالطبع مُنبهر بمجهوداتك لتفهّم الأمر بموضوعيّة، وببحثك في عدّة أماكن، فهذا أمرٌ نادر؛ لكنّ هذا السؤال يشمل حوالي ٢٠ موضوعاً شائكاً ولا أعرف أيّهما أستطيع إجابته مباشرةً.
في الحقيقة كانت لديّ إجابات جاهزة للأسئلة السابقة، وما كان عليّ سوى ترتيب أفكاري وتدوينها؛ أمّا عن السؤال الحالي، فأنت دفعتني بالفعل للتفكير في ما لم أفكّر فيه من قبل. سأحاول تلافي الموضوعات الجانبيّة داخل السؤال، وسوف أحاول الانطلاق إلى قلب سؤالك:
مَن يُمَثِّل الأقباط؟
القضيّة الرئيسيّة المطروحة في سؤالك "مَن يُمَثِّل الأقباط؟ هل هي الكنيسة؟"
وأنا احترتُ-في الحقيقة-متسائلاً:

من يُمَثِّل الأقباط؟

ولماذا يحتاج الأقباط للتمثيل؟ أليسوا مواطنين كغيرهم؟
غيرُهم؟
من غيرُهم؟
مِن ناحية الدين هناك المسلمون وهناك المسيحيّون.
الدُستور يقول إنّ دين الدولة الإسلام؛ ورغم أنّني لا أفهم معنى أن يكون للدولة دين (فالدولة ليست إنسان عاقل يبغي العلاقة مع خالقه وينتظر الحساب والحياة بعد الموت ثواباً أو عِقاباً) لكنّ هذا يقول إنّ دين الدولة (الرسميّ) الإسلام، فبالتالي أيّ دين آخر غير ممثَّل في الدولة ويحتاج إلى من يدافع عنه.
فكّرت أيضاً هذا التفكير الساذج:
المحامي يمثلّه نقابة المحامين ونقيبهم، والعامل تمثّله نقابات عُمّالية، وسائقو الميكروباس لهم تنظيمات خاصّة ويدفعون لهم نوع من الضريبة. فماذا عن الأقباط؟
القبطي المحامي كالمسلم المحامي تمثلّهما نقابة المحامين، فلو تعرّض فيلم (كفيلم الأفوكاتو لعادل إمام) للمحامين، يغضب هؤلاء ويثورون لدى نقابتهم، فيعلن النقيب رأي الأغلبيّة (أو جماعات الضغط) ويعترض لدى السينمائيّين، أو يدعو في الجرائد لتحسين صورة المحامين إلخ... الصيادلة يعترضون بالمثل على إساءة إظهار الصيدلي أو إظهاره كتاجر مخدّرات في بعض الأفلام. بل وصل نشاط نقابة الصيادلة لذروته، حين فُرِضت عليهم ضرائب رأوها مُجحفة، وأعلنوا-في الثمانينّات- إضراباً غَيْر مسبوق احتجاجاً على ذلك؛ وبقيت صيدليّة واحدة مفتوحة من بين كلّ ١٣ صيدليّة في الحيّ الواحد-بالتبادل طبعاً- وفي أيّام تعدّ على أصابع اليد انتهى الإضراب. وهكذا...
ماذا لو تعرّض مُحامٍ يسكُن في الجيزة لمشكلة تخصّ قطع الأشجار؟ سيلجأ لمحافظ الجيزة أو لنائب الجيزة في مجلس الشعب، وليس إلى نقابة المحامين.
كلّ ما سبق هو من البديهيّات. ولكن إلى من يلجأ محامٍ مسيحيّ أو صيدلي مسيحيّ أو تاجر مانيفاتورة مسيحيّ إن تعرّض مشكلة بسبب ديانته؟
إلى نائب البرلمان، أم المحافظ، أم إلى نقيبه، أم إلى الله؟

نلجأ جميعاً إلى الله في كلّ مشكلة؛ وبعد ذلك هناك إجراءات تضمنها العمليّة الديمقراطيّة في أيّة دولة حديثة لينال كلّ ذي حقِّ حقّه. لو كانت المشكلة قضائيّة يلجأ المواطن للقضاء، ولو كانت تشريعيّة يلجأ لممثّله في المجلس النيابيّ، ولو كانت مشكلةً أخرى يلجأ ربّما للصحافة، أو ينهج نهج الفلاّح الفصيح ويشكو للفرعون (أو الحاكم).
فَعَلَ الأقباط كلّ هذا في الماضي، لكنّهم عبر التاريخ أيضاً لجأوا للكنيسة. ليس لأنّ الكنيسة قوّة سياسيّة، ولكن لأنّها الكيان الطبيعيّ الذي يجمع أشخاص يشاركونهم النعت نفسه: اعتناقهم المسيحيّة على المذهب الأرثوذكسيّ والطقس القبطيّ.
لهذا كانت الكنيسة القبطيّة عبر التاريخ الملجأ الطبيعي للأقباط، ولا سيّما في السنوات الخمسين الأخيرة، حيثُ خلا مجلس الشعب-أو كاد أن يخلو-من أيّ عضوٍ انتُخِب على برنامج يهتمّ بحقوق المسيحيّين، وخلا المجلس-أو كاد أن يخلو-من أيّ قبطي أرثوذكسيّ مُنتَخَب.
فما العمل يا تُرى؟ لا بدّ من اللجوء إلى كبير الطائفة، ولحرج دور البطريرك الذي يُفَضَّل حيادُه سياسيّاً لأهميّة وضعه في رئاسة الطائفة دينيّاً، وإدارة شئون الكنائس، أسِّسَت في بداية تأسّس الدولة الحديثة في مصر هيئات كالمجلس المِلّيّ وكهيئة الأوقاف القبطيّة.

العلمانيّون الأقباط؟

تسألني عن العلمانيّين الأقباط، وأحبّ هنا أن أتوقّف لشرح المصطلحات (اقرأها إن شئت هنا).

بعد التعريف السابق بالإكليروس والعلمانيّين، أقول لك إذن إنّ كلّ قبطيٍّ يكتُب في الصُحُف هو في الأغلب علمانيّ(أي ليس عضواً بالإكليروس)، فهذا الوصف لا يقتصر على كتّاب قليلين منهم مثلاًجمال أسعد عبد الملاك. أمّاالسيّد جمال أسعد بالتحديد له تاريخ سياسيّ يجعل كلمته غير مسموعة في الأوساط القبطيّة بشكل عام (كان عضواً بحزب العمل حين كان حزباً اشتراكيّاً، وبقي فيه مع دخول الإخوان المسلمون وكان ضمنَ قوائمَهم الانتخابيّة، والآن ما زال من أشدّ المعارضين للبابا شنودة عامّةً).

الأقباط مثال الجُبن؟

الأمر الأخير الذي قد يُفَسِّر قليلاً حالة التمرّد/الاستنفار الأخيرة التي جعلت الأقباط سهلي الإثارة هي أنّهم قد ظلّوا كثيراً مِثالاً فريداً ونادراً للجُبن! آسف لكتابة هذا لكنّها شبه الحقيقة. في لُبنان حيثُ الدمّ الحامي والعرق المارونيّ الفخور يعيّر الموارنة وغيرُهم من الطوائف اللُبنانيّة التي خاضت حَرْباً شعواء بعضُهم بعضاً قائلين: "إيّاك تكون زيّ الأقباط". لماذا يقول اللبنانيّون هذا؟ أيريدون حَرباً أهليّة في مصر؟ يكفينا الحرب الأهليّة-الزمالكاويّة!!
أظنّ المصريّون كلّهم لديهُم بضعة جينات جُبن تراكمت عبر الأجيال.
لكن لماذا يقول اللبنانيّون هذا بالفعل؟
كشف هذا أحد المفكّرين اللبنانيّين المسلمين في اجتماع (أحبّ أن أبقي الأسماء والتفاصيل لأنّني لم أستأذن الأطراف المعنيّة) للحوار الدينيّ. حين تعجّب أنّ المشاركين في الاجتماع من المسلمين (بعضهم من التيّار الإسلاميّ الوسَط) قد أقرّوا بمشكلات طائفيّة ووقوع مظالم على أقباط مصر، بينما نفاها المشارك القبطيّ قائلاً ما معناه "نحن أخوة وكلّه تمام". هكذا يكتُب غالبيّة الأقباط التي يُسمح لهم الكتابة في الصُحف الرسميّة: كلام لطيف دََمِث (أسمّيه لزِج) .
هذا يُفَسِّر تزايُد غُضبات الأقباط في الآونة الأخيرة، وبالتحديد حين نشرت جريدة النبأ خبراً عن فضائح جنسيّة لراهب سابق (معزول) ووضعوها (عن عمد أو غباء) بجانب صورة من داخل كنيسة ممّا أثار ثائرة الأقباط بشكل غير مسبوق. كان المقال غير مسبوق في كلّ شيء، فلم يسبُق لجريدة مصريّة أن تضع صُوَراً جنسيّة شبه كاملة، ولم يَسبِق لجريدة مصريّة حديثة أن تصوّر أيّة صور في الأديرة ممّا وكأنّ أوّل ما يُذكر في الصُحُف عن الأديُرة هو فضيحة راهب مطرود...
دافع رئيس تحرير تلك الجريدة وقتها-المرحوم (أو الراحل) ممدوح مهران أنّه فعل ذلك حُبّاً في الكنيسة القبطيّة وأنّه يحبّ البابا شنودة ويعشق كتاباته، إلخ...
لو حدث هذا لمُحامٍ معزول ستحتجّ نقابة المحامين، ولو حدث لمخرج مفصول ستحتجّ نقابة الممثلين أو المهن الفنيّة، فماذا عن راهب مشلوح (معزول)؟ ألا تحتجّ الكنيسة؟ ألا يحتجّ الناس لدى الكنيسة؟
من يُمَثّل المسيحيّون المصريّون إن هُدِمَت كنيسة أو أُحرِقت؟ إن اعتقل الأمن ٢٠ طالباً أمام الكاتدرائيّة؟ إن قُتِل ١٦ قبطيّ خارجين من اجتماع في الكنيسة؟ إن قام غوغاء بهدم منزل يصلّي فيه المسيحيّون لعدم تمكّنهم من استصدار تصريح ببناء كنيسة؟

ـ"الكعكة في يد اليتيم عَجَبة"ـ

أشعر بتوّعك حين أقرأ للبعض ولسان حالهم يقول إنّ الأقباط ينالون حُقوقاً أكثر من المسلمين في مصر!! أو أنّهم "واخدين حقّهم وزيادة". وأشعر بتوّعُك مماثل حين يكتُب كاتب محترم أنّ المُجتمع كلّه مظلوم، إشمِعنى يعني الأقباط اللي لمّا يعترضوا ياخدوا حقّهم؟
يا لقباحة العُذر الذي هو أقبح من أيّ ذنب؟

حين كُنتُ أعمل في الجامعة بمصر، ذهبتُ إلى العمل يَومَ أحد الشعانين (وهو أحد تلك الأيّام السبعة التي منحها عبد الناصر عطلةً للأقباط دون المُسلمين). ذهبتُ لإنهاء عملٍ ما وعامّةً أنا لا أحبّ أن أتعطّل عن العمل وزملائي موجودون. لمحني رئيس القسم فاستاء جدّاً، وقال لي: إنت فاكر ما عندناش مفهوميّة ولا إيه؟
معه حقّ. لقد شعر الرجُل بإساءة شخصيّة لوجودي في العمل. إنّ معاملة أيّ أقليّة هي علامة تحضّر أيّة جماعة في أيّ مكان.
لو خرج عشرة شُبّان وفتاتين، سوف يتغيّر شكل الخروجة تماماً في مصر. سيراعي الذكور ألسنتهم (على الأقلّ نسبيّاً)، وسيحرصون مثلاً على تفادي التواجد في أماكِن قد تتعرّض فيها الفتيات لمضايقات.
سيكون هؤلاء الشبان في منتهى الـ"جَلْيَطة" والـ"غشامة" إن لم يُراعوا الفتاتين. (ليس على اعتبار النساء أقليّة هنا أو جنس درجة ثانية، ولكن لقلّة عدد الفتيات في المثال المذكور).
لكلّ هذا كان الهجوم الأخير على موقف الأقباط هجوماً غريباً. حساسيّة القصّة الأخيرة تكمُن في طبيعة الحالة (امرأة بين ديانتين)، لكن الحالات الأسبق قوبِلَت أيضاً في الصُحف بردّ فعلٍ مثيل عن رفض كَون الكنيسة كياناً ذا امتيازاتٍ خاصّة، وعن الغضب أنّ الأقباط حين يُطالبون حُقوقهم في مظاهرة ينسون أنّ مُظاهرات أخرى تُقابل بالقبع، أو أنّ جماعات الإسلام السياسيّ تعامَل بعُنف.
ينسى هؤلاء أنّ الجماعات الأخيرة في منافسة مع الدولة وهذا يفسّر عُنف الدولة تجاهها. وينسى هؤلاء أيضاً أنّ الأقباط أقلّ عدداً ولا برامج سياسيّة لديهم سوى مشكلاتهم الداخليّة (وأنا أرى هذه مشكلة انغلاق شديد لكنّها لا تؤثّر على وضع الدولة).
هل الكعكة في يد اليتيم عَجَبة؟

ميم.. سأنتظر حتّى أجيب على سؤالك السابق ثم أطرح سؤالي...
ـ

5 Comments:

Blogger Mohammed said...

لمست أطراف المشكلة يا رامي و لم تقل بصراحة رأيك.... :)

دعك من مثال تظاهرات الجماعات الاسلامية ، و فكر في أي تجمع عمالي يضرب عن العمل ، أو فكر في مظاهرة تضامن للمحامين احتجاجا على حرب العراق... و فكر فيما سيحصل لها...

لا أفهم الى ماذا ترمي.....

عن نفسي فأنا لا أشعر بالراحة عندما ارى ما يمكن وصفه بوضع يسير مقتربا من الحالة القروسطية

عندما أراح بعض الخلفاء المسملون ادمغتهم و في وضع قد يوصف بالتسامح قالوا لرؤساء طوائف معينة في حالات معينة هذا شعبك فاحكم أنت و لك سجنك تسجن فيه من تريد من أبناء طائفتك اذا ارتكب جرما ، و ان أردنا شيئا من أبناء الطائفة فسنتعامل فقط من خلالك....

ليست هذه الدولة الحديثة الوطنية كما أفهمها

لا ألوم الأقباط هنا ، و لكن دعنا نفكر لماذا أرى أن الأقباط يتجهون تلقائيا في شكاواهم الى الممثل الديني و ليس الى قانون الدولة و مؤسساتها؟؟

هل فقدوا الايمان بمؤسسات الدولة ؟؟؟؟

ما هو العجز المتبدي لهم في مؤسسات الدولة ؟

أم هو انهيار المشروع الوطني و غلبة المشاعر الدينية عند الطرفين المسلم و المسيحي؟

متى و لماذا حدث هذا -ان حدث-؟؟؟

1/10/2005 12:58 PM  

Blogger R said...

أعترف أنّ المقال ملخبط؛ لكنّني قرّرت إخراجه إلى الضوء بدلاً من إخضاعه لعدّة مراجعات تُرجِئ نشره.
لكنّني أظنّني وضّحت هذا: نعم. يبدو أنّ الأقباط-في مثل هذه الحالات-يفضّلون اللجوء إلى ممثلهم الكنسيّ مباشرةً.
هل حاولوا اللجوء إلى وسائل المجتمع المدني المشروعة:
١) أين هذه الوسائل؟ وما هي؟ كم مرَشّحاً قبطيّاً رشّحه الحزب الحاكم للبرلمان مثلاً؟
٢) يقولون لا. لجأنا ولم تُنصِفنا الجهات المشروعة (الشرطة، القضاء، الصحافة). ومن هنا جاء لجوؤهم إلى صِحافة موازية كجريدة وطني، أو الجرائد القبطيّة في المهجر. وحين تنشر في جريدة تخصّ طائفةً معيّنة، لا شكّ أنّك ستجد تعاطُفاً مبالغاً فيه، لكنّك ستُعتزل عن المجتمع في الوقت نفسه.
٣) هناك بالفعل هيئات لحقوق الإنسان آخذة في التكوّن. عادةً ما يُحاكَم مؤسّسوها. أشهر ثلاثة طالبوا بالدفاع عن حقوق الأقباط (مع تحفّظي على مدى صحّة محاولاتهم): ابن خلدون، المركز المصري لحقوق الإنسان، مركز الكلمة لحقوق الإنسان.
صاحب ابن خلدون (سعد) حوكِم، ومدير المركز المصريّ (حافظ أبو سعدة) تعرض لمضايقات (حُبس أظنّ كام يوم) والمركز الثالث يكتفي برفع قضايا أعدّها أنا محاولات ضعيفة.
إذن.. هل حاول الأقباط؟ يقولون حاولنا بلا جدوى.
وأقول أنا: حاولوا ولكن ليس بما فيه الكفاية.
أيّ كفاح مثل هذا يجب أن يقوم به مسيحيّون ومسلمون جنباً إلى جنب، ويجب أن يشمل عدّة قضايا ولا يقتصر على الأقباط فحسب. وهذا ليس فقط من باب المثاليّة، ولكن هذه هي مفردات الكفاح اللا عنفيّ.
قارن بهيئات الدفاع عن اليهود والمسلمين في أمريكا.
قارن بكفاح السود للتساوي مدنيّاً بالبيض في أمريكا.
(مع اختلاف شكل التفرقة ومقدارها ونوعها بالطبع).
ـ

1/10/2005 8:51 PM  

Blogger Ensan Kadim said...

مستمتع حقاً بالحديث
لدي فقط تعليق صغير
ما هي الميزة إن صار عدد المسيحيين في مجلس الشعب أكثر، سواء بالإنتخاب أو التعيين
هل ما لدينا يصح تسميته بمجلس شعب
لا أتذكر أنه كان له أي دور في أي شيء من ثماني سنوات أو أكثر سوى تلوين حوائط الشوارع بصور مرشحيه
أسف للخروج عن الموضوع

1/11/2005 3:49 AM  

Blogger R said...

أهلاً يا إنسان قديم. سُعداء لاستمتاعك.
بغضّ النظر عن الوعكة البرلمانيّة التي يُعاني منها مجلس الشعب، فهذا ما نملكه حالياً.
طبعاً أنا شخصيّاً لا يهمّني ديانة الأعضاء، ما يهمّني هو برنامجهم. لكن، لنكن واقعيّين. لو وُجِد مثلاً خمسة نوّاب مسيحيّون منتخبون تحت القُبّة، فسيحدث السيناريو التالي:
تحدث مشكلة ما.. يحتجّ أقباط.. يذهبون للكنيسة.. تقول لهم الكنيسة: أنتم أدرى بشئون دنياكم، اذهبوا إلى النوّاب.
يتجمّع النوّاب المسيحيّون ويستقطبون نوّاباً مسلمين متعاطفين، ويقدّمون معاً مذكّرة للمجلس لطلب التحقيق (لهذا وُجدت المجالس النيابيّة، لأنّ كلّ عضو في المجلس يكون حسّاساً أكثر لطائفة أو دائرة أو فئة من الشعب). عندها ستكون الكنيسة ملومة لو تدخلّت وتطاولت على العمليّة البرلمانيّة.
مع تكرار أحداث طائفيّة، سيكوّن المجلس الموقّر لجنةً للبتّ السريع في هذه الحالات (كما توجد لجان للدفاع أو الاقتصاد أو خلافه)، وسنكون أشبه بدولة متحضّرة حديثة.
ـ

1/11/2005 6:45 PM  

Blogger ألِف said...

سؤال لا أجد له إجابة منذ فترة:
لماذا شيدت الكتدرائية الجديدة في العباسية بدلا من الإسكندرية كما كان يجب أن تكون؟
كان من الطبيعي أن يحضر افتتاح الكتدرائية الرئيس جمال عبد الناصر و إمبراطور الحبشة، الذي حضر أيضا مراسم إيداع رفات مار مرقص بها عند عودته إلى مصر بعد أكثر من إحدى عشر قرنا. لكن لماذا القاهرة؟
هل رغبة من التواجد في العاصمة - مقر الحكم و السياسة، على اعتبار أن الكنيسة عندما أنشأت كانت الإسكندرية هي العاصمة؟

1/23/2005 1:39 AM  

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker