راء و ميم

راء و ميم في سين و جيم عن النصارى و المسلمين

Friday, January 21, 2005

كل سنة وأنت طيّب، فين العيديّة؟

راء وميم ليسا شخصَيْن كئيبَيْن. ومدوّنتهما ليست لتغطية أحوال ساخنة والاستقصاء بشأن الفِتَن فحسب، بل هي مُدَوّنة تعارُف هدفها درء الأساطير التي ينسُجها بعض المسيحيين والمسلمين حول بعضهم البعض بسبب نقص التواصل.

مدوّنتنا إذن لمعرفة كلّ ما لا نعرف، وليست عن الأفكار السلبيّة فحسب، كما أنّنا-كما أسلفنا مراراً-ليست نزالاً ولا جدالاً.
فليس هدف ميم الدفاع عن المسلمين على طول الخطّ، وليس هدفي أنا الآخر تبنّي الخطاب الرسميّ للكنيسة القبطيّة.

بمناسبة الأعياد الأخيرة: حيث احتفل االمسيحيّون بعيدَ الميلاد-المسمّى أحياناً بالصغير-في ٧ يناير وعيد الغطاس (واحتفالاته محدودة لكنّها لا تخلو من القصب واليوسفيّ والقُلقاس) في ١٩ يناير، واحتفل المسلمون بعيد الأضحى-العيد الكبير-(ولا يزالون يحتفلون) بدءاً من العاشر من ذي الحجّة، ٢٠ يناير،،
يرد بخاطري السؤال الضروريّ عن العيد والعيديّة...

في المسيحيّة سبعة أعياد كُبرى (تُسمّى بالأعياد السيّديّة الكُبرى نسبة للسيّد المسيح) وسبعة أعياد صُغرى (تسمّى بالأعياد السيّديّة الصُغرى) وأعياد للسيّدة العذراء والقدّيسين (يحتفل فيها البعض بموالد على غرار التقاليد الفرعونيّة القديمة).
لكنّ التقاليد الحديثة خصّت عيدَيْ الميلاد والقيامة بلقبَيْ العيد الصغير والكبير، رغم أنّ الأقباط في القرون الأولى كانوا يولون عيد الغطاس أهميّةً أكبر من عيد الميلاد (الذي نُظّم أساساً لاستبدال عيد للنور عند الرومان).
المهمّ أنّ العيدين الهامّين الآن هما الميلاد والقيامة (وربمّا كان هذا للتناسُب مع العيدين الإسلامييّن الصغير والكبير أيضاً). وفي هاتين المناسبتين، تتجمّع الأسر المسيحيّة ويستعدّ أطفالهم (بل وشبابهم دون سنّ العمل) للمنحة العائليّة المسمّاة بالعيديّة.
والتي تتراوح من جنيه واحد إلى عشرات الجنيهات (وربما المئات أيضاً) .
بالنسبة للمانحين، فما زال البعضُ يحرصون أن تكون عيديّاتهم أوراق نقديّة جديدة طازجة خارجة من البنك لتوِّها.
أما الممنوحون، فبعضهم "يتَشَبْرَقون" بالعيديّة كاملةً فيخرجون يوم العيد و"يفرتكون" المبلغ المحترم، والبعضُ يدخّرونها، إذ تشكّل رأسمال لا بأس له للاستمتاع طوال العام. (شخصيّاً كان معرض الكتاب ضالتي التي أفرتك فيها عيديّتي- يا خيبتي!!).
كذلك تختلف طُرُق منح العيديّة واستقبالها باختلاف الأشخاص وطباعهم، فهناك من يتلقّاها وكلّه عرفان، وهناك من يأخذها كحقّ مستحقّ، وهناك من يُطالب بها بشكل أو بآخر، مثل قول: "كل سنة وأنت طيّب" ومدّ اليد لا للسلام بل للاستعطاء.

وقد شاع عنّي شخصيّاً القول المأثور: "يا جماعة جوهر العيد ليس في الأكل الدسم واللبس الجديد فحسب، بل هو أيضاً في العيديّة"

المهم...
هذه تجربتي أنا..
فماذا عنك يا ميم؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker