راء و ميم

راء و ميم في سين و جيم عن النصارى و المسلمين

Sunday, April 24, 2005

عن العيدية من جديد

في محاولتي لاعادة الحياة لراء و ميم قررت انهاء المواضيع المفتوحة ، حتى و ان كان قد فات وقتها منذ زمن بعيد....

سألتني عن طقوس العيدية يا راء....

أتعجب بصراحة لتشابهها مع طقوس العيد لديك...

بل ان تسمية العيدين بالصعير و الكبير تقول الكثير عن صبغ البيئة للممارسة الدينية....

المهم...

مثلك أيضا فالعيدية حق مكتسب لأطفال العائلة و مراهقيها و شبابها دون سن الزواج .....

يبدأ الطفل يومه بالحصول على العيدية من والده - و ان كان محظوظا فمن والدته أيضا عملا يمبدأ زيادة الخير خيرين- ، و يمكنه التسامح مع والده اذا لم يكف المبلغ تطلعاته فلا يزال يمني نفسه بالمزيد من النقود.... و قبل ذلك - بالطبع - يصطنع النوم حتى لا يوقطه والده في الفجر ليؤدي صلاة العيد لأنه تأخر في السهر كثيرا ليلة "الوقفة".....

وقتها اما أن تتناول العائلة النووية افطارها معا أو تتجه الى تجمع مع العائلة الممتدة ، و ان كان بمرور الزمن و تمرد الأولاد المراهقين يصعب تجمع كل العائلة في هذا الوقت المبكر.... و الافطار اما أن يكون كحكا و غريبة و ما الى ذلك في العيد الصغير ، أو أن يكون لحما و مشتقاته من كبد و كلاو و مخ و لسان الى أعضاء أخرى لا يصح ذكرها اذا كان ذلك هو العيد الكبير.....

تتجمع العائلة الممتدة ، و يمني الاطفال أنفسهم بأفضل الأوقات بعد صبرهم على حديث "الكبار" و توزيع أطباق الجاتوه و العصير، فيقفون طابورا من الأصغر الى الأكبر ، و ان كان الطابور يصعب اكتماله لأن أصعر أطفال العائلة لا يمكنهم الوقوف فتضطر امهاتهم الى حملهم في الطابور ، و الأكبر يستشعرون حرجا من الوقوف مع "العيال".... يمر الأطفال على رجال العائلة لبحصلوا على عيديتهم ، و بعضهم يقبلها خجلا ، و بعضهم يختلس النظر ليعرف نوع الورقة التي دست في يده....

و لا يخلو الأمر من طفل يحاول الهرب من والدنه التي تريد أخذ عيديته " لتحويشها" في حين يصر هو ان سنوات عمره الخمس كافية جدا ليتحمل مسؤولية النقود التي حصل عليها.... أو طفلة في الرابعة من العمر تتعلق برقبة عمها مطالبة اياه بنقود جديدة " تصدر صوتا" بدلا من تلك القديمة التي منحها اياها....

يسود جو من الهدوء المكان ، و يبدأ الأطفال بعدها في لكز والديهم مطالبين بالذهاب الى شطر العائلة الآخر ( من الأعمام و العمات الى الاخوال و الخالات أو العكس) للحصول على بقية غنائم العيد.....

في نهاية اليوم يعود الطفل الى منزله متلمظا ليعد نقوده ، و يحلم بالحلوى او اللعب التي سيحصل عليها غدا.... أو ان كان أحمقا - مثلي - يفكر في عدد الكتب التي سيتمكن من شرائها....

و كل عيدية و انت طيب!

1 Comments:

Blogger Aladdin said...

جميل هذا البلوج! أنا عملت حاجة شبه كده مع الطلبة بتوعي لكن خليتها معكوسة (يعني محمد يتكلم عن المسيحية ورامي عن الإسلام) في مادة اسمها "تاريخ الحضارات" كنت أدرسها لفصل مكون نصفه من المسيحيين والنصف الآخر من المسلمين. النتيجة كانت رائعة!

5/22/2005 9:31 PM  

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker